حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589063 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
03/1/2021

المصدر: النّسيب
عدد القرّاءالاجمالي : 832


العادات الاجتماعية والتقاليد واثرها على العمارة والتخطيط العمراني.
البروفسور نسيب حطيط
ان تصميم المبنى او المنشأة المعمارية يخضع لظروف المناخ والطبيعة وتضاريس الموقع والجغرافيا وللمتطلبات الوظيفية التي يوفرها للمقيمين او للعاملين في فضائه الداخلي ...بالتلازم مع العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية او الإيديولوجية التي تستولد او تفرض مواصفات وخصائص تتماشى معها لتصبح بعض عناصر المبنى وليدة هذه التقاليد وخاضعة لأحكامها أو مانعة لبناء بعضها لتعارضه معها.
والعمارة في احد محاورها بمثابة (فن) ويمكن ان نطلق عليها مصطلح "الهندسة المعمارية" لإرتباطها بمقاييس وقوانين وقواعد علمية بالتلازم مع مصطلح "الفن المعماري" لتعلقه بالجماليات والذوق الإنساني المتمايز والمتغيّر غير الثابت وفق الرائي او المشاهد او المقيم ، بناء على ثقافته وتقاليده ومشاهداته فكما ان اللون الأبيض هو لون الحداد عند بعض الشعوب يقابله اللون الأسود عند شعوب أخرى وبالتالي تبرز صعوبة العمارة نتيجة محاكاتها وخضوعها لمعادلة دقيقة ومتوازنة بين الإلتزام والتقيد بالقواعد العلمية الدقيقة بالتلازم مع القواعد الجمالية المتحررة من القيود القياسية والأبعاد وعلى المعماري ان يكون على مستوى عال من الثقافة والمعرفة بحاجات بيئته لإيجاد الحلول وطرح عدة أنواع من المعالجة وان لا يتجمّد عند الدور التقني الذي يمكن ان تقوم به برامج المعلوماتية او يتحوّل الى تاجر يبتغي الربح على حساب السلامة العامة والجمالية المتنوعة ، بل عليه ان يكون فيلسوفا في عمله واختصاصه .
يقول عالم الاجتماع النمساوي-البريطاني (كارل بيبر Karl Popper) ("إن النظريات العلمية وسائل نتمكن بواسطتها من إقامة نظام في خضم الفوضى التي نعيشها حتى نستطيع بشيء من المنطق التوقع بمجرياتها وبالمثل فإن نشوء التقاليد التي تمثل جزءا من التشريعات المتعددة لدينا له نفس الوظيفة في إقامة نظام منطقي نستطيع بواسطته توقع الأحداث في البيئة الاجتماعية التي نعيش فيها، بل إن المقارنة تتجاوز ذلك إلى ما هو ابعد، فإذا كانت النظريات في الفكر العلمي تستمد أهميتها من أنها عرضة للنقد والتغيير "فإن للتقاليد ايضا أهمية ووظيفة مزدوجة : فهي لا تقيم نظاما نعينا أو نسقا اجتماعيا فحسب، بل أنها تزودنا بأشياء أساسية نعمل بموجبها، وهي لذلك عرضة للنقد منا والإبدال.
كما ان القوانين والتشريعات تتغيّر وفق الزمان والمكان وتطور الأنماط المعيشية وادواتها ووظائفها والمهن التي يمتهنها الناس، بما يفرض عليهم تغييرا في الأنماط السلوكية والعادات التقاليد والأعراف الاجتماعية التي ستنعكس حكما على المبنى المعماري ،لجهة مساحته وتوزيع اقسامه وعدد الغرف والصالات ومساحتها التفصيلية وكذلك الواجهات والتشطيب الداخلي والخارجي ،حتى ان الظروف المعيشية البيئة الإجتماعية سواء كانت ريفية او مدنية زراعية او صناعية تفرض قواعد على انجاب الطفال وعدد افراد الأسرة الذي سيترجم مباشرة في نوعية ومساحة البناء وحجمه ،فكلما قل عدد افراد الأسرة وتزايدت أعباء الحياة كلما بدأت مساحة الشقة او المنزل بالإنحسار كما هو الحال في الدول الغربية الصناعية او الدول الإشتراكية، بالإضافة الى العادات والثقافة الإجتماعية ،فمفهوم حرية المرأة او الفتاة العازبة وتفكك الأسرة انتج السكن المستقل للأبناء والبنات غير المتزوجين وفرض الحاجة للسكن المنفرد المؤلف من غرفة واحدة مع ملحقاتها من مطبخ مفتوح وحمام صغير ..بينما انتجت التقاليد في المجتمع الريفي والقروي تجاور الأبناء المتزوجين مع ابائهم والحاق غرف إضافية للدار الأصلي ويتوسع هذا المبنى كلما تزوج احد افراد الأسرة ليتمدد هذا المنهج مع ما يسمى الحارة للعائلة او العشيرة الواحدة، فتنشأ احياء داخل القرى وحتى في المدن تتصف اما بالمناطقية او المذهبية او الطائفية لرغبة أبناء المعتقد الواحد او المنطقة الواحدة الى التعاضد والمجاورة لتأمين الحماية والانسجام العام في السلوكيات والنشاطات الدينية والإجتماعية ،مما يفرض مخططات للتنظيم المدني وقيام ضواحي او قرى جديدة تفرض نفسها على الواقع التخطيطي -الإنمائي وكذلك على النسيج الديني والحضري العام .
ان العادات الاجتماعية والالتزام الديني يفرضان قواعد وسلوكيات وينتجان فضاءات معمارية او يمنعان قيامها، فعدم الإختلاط بين النساء والرجال انتج تصميما معماريا ارتكز على جناح الحريم(النساء) وجناح الرجال .وانتج المشربيات على النوافذ لتأمين الرؤيا من الداخل الى الخارج مع الغائها او التشويش عليها من الخارج الى الداخل ..وكذلك فإن مراعاة الخصوصية والستر وضمان حرية الحركة داخل الدار او المنزل فرض بناء سور خارجي للبيت والفسحة الخارجية ومراعاة غض البصر ومنع التواصل البصري .. وكذلك فقد انتجت العادات والعقيدة الدينية المساجد والحسينيات والكنائس ودور الضيافة وقاعات العزاء وغيرها من المنشآت المعمارية لتأمين الوظائف الناتجة عن التقاليد والأعراف .. الانفتاح الاجتماعي في القرى ما عرف بالساحات الرئيسة والمصاطب التي انتجت بما يشبه النادي الاجتماعي الثقافي المفتوح ..
*رئيس قسم العمارة في الجامعة اللبنانية .
**رئيس الفرقة البحثية للتنظيم المدني في المعهد العالي للدكتوراة

مقالات ذات علاقة


الحرب وفق الحكم والمبادئ الشرعية نسيب حطيط #يتمايز اصحاب الراي الديني #الديني مع أصحاب الرأي...


الإمام الحسين وأهل بيته واصحابه في نظر المستشرقين نسيب حطيط بحث مقدم الى مؤسسة وارث الأنبياء...


الخمس ودوره الديني والاجتماعي نسيب حطيط #الخمس..#ودوره_الديني_والاجتماعي.. يتمايز الشيعة ان بقية...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by